Mirna Jammal

بوش في لحظة صدق قبل الوداع          

ربما كان الفوز الذي أحرزه الرئيس الجديد للولايات المتحدة باراك اوباما ، ورغبة الرأي العام الامريكي بالتغيير الجذري قد وضع بوش في لحظة صدق مع نفسه ، ففتح قلبه وأراد تحسين صورته أمام تاريخ لن يرحمه ولن يرحم فترة حكمه.

فلعل عدم خبرته في الحروب التي تورط فيها تباعا من أفغانستان إلى العراق وعدم إدراكه لواقع منطقة الشرق الأوسط وتعقيداتها الجغرافية والتاريخية ، أوقعه في مأزق اللاعودة راميا مرتزقة بلاده في كارثة إنسانية واقتصاده في وضع يثير تساؤلات كثيرة

لقد اعتبر محاربته للإرهاب الإيديولوجي حماية لبلاده وصونا للديمقراطية لكنه ما لبث أن أسف لرؤية الأزمات تتراكم على الاميريكيين . فالإرث الملوث الذي سيتركه لخلفه ، يحمل تحديات كبرى : ملف افغاني تائه في جبال وعرة وملف عراقي ينزف وإيراني رماد تحت نار اليورانيوم اما ملف الصراع العربي الإسرائيلي قد أصبح يشكل سلسلة من العقد والمشاكل التي يصعب حلها وحلم مشروع الشرق الاوسط الكبير لم يكن الا حلما راوده و منظمي استراتيجية بلاده املا بالتوسع .

الم يجدر له في تحركاته العسكرية الفاشلة، عدم استحضار الصليبية في عصر الديمقراطية ؟

وألم يكن أجدى له صون العراق وجواره بدل فتح الطريق أمام القاعدة ؟

الم يمد يد العون لتحرك مكثف لشيعة العراق وإيران؟

الم تكن كافة أهدافه معكوسة النتائج؟

عظة بوش الو داعية ما جاءت إلا لحفظ ماء وجهه أمام شعب أراد التغيير بعد ثماني سنوات من الأمل في التطوير .

ميرنا جمال