Blog créé grâce à Iblogyou. Créer un blog gratuitement en moins de 5 minutes.

Mirna Jammal

Journaliste Reporter

GAZI AL KOUSSAYBI Posté le Mercredi 15 Avril 2009 à 21h08

     


غازي ألقصيبي يروي قصة" سحيم" في باريس



     التفّ اكثر من خمس مئة شخص حول الراوي في أكبر صالات قصر الثقافة والعلوم و التربية – اليونسكو – في باريس .أتوا لسماع قصة "سحيم", ذاك العبد ألاسود ألذي ألهب قلوب فتيات قبيلته, وأودى ولعه بهّن الى موقدة حب, أشعلها رجال قبيلة بني الحسحاس .


    جاء الشاعر والاديب والدبلوماسي السعودي غازي ألقصيبي , بلوحاته الفنية من البادية لتصطف كلماتها المترجمة الى اللغة الفرنسية على شاشة عملاقة, مصحوبة بموسيقى هادئة , مرافقة لكلامه ألمفعم بروح المحبة للمرأة بجمالها و قبحها .و بدأ الشاعر تراجيدية حياة سحيم في ظلّ من التراث , حيث تتواجد عناصر حكايته , وهي عناصر العشق و الموت والعبودية والحرية .

كان سحيم مملوكا, عبدا و دميما. و تروي الحكايات عن تردد المشترين في ابتياعه, لشيوع مقولة شهيرة عن أن ألعبد الشاعر اذا شبع تشبب بنساء قومه وان جاع هجاهم , لكنه آل في النهاية الى مالكه من عشيرة بني ألحسحاس . لقد كان سحيما سليط اللسان , مولعا بالنساء والتغزل بهنّ , وهنا لا بدّ من استحضار حال القبائل العربية , التي تعدّ الغزل المكشوف بنسائها عارا و ذما في شرف القبيلة .

أطلق القصيبي معادلة عنترة العبسي دون ان يستخدم سحيم سيفه, بل جاء بها عبر ابراز جاذبيته النسائية وسطوته على النساء البيضاوات, من خلال المغامرات العاطفية المشبوهة التي جعلته لا يرتضي بامرأة واحدة .

فبينما كان ينتظر حرقه في موقدة من الحطب,أعدت له خصيصا , فاذ به يتخيل كيف سيجرونه من رجله كشاة الى النار . لكن في الفترة الفاصلة بين الموت و الانتظار , تمرّ في مخيلة سحيم المشاهد والذكريات والاسماء منتقلا الى اولى عشيقاته أسماء وبعدها عميرة و مي و هند و بثينة...حالمات, داعيات له لتكذيب ما حصل . فجاءت كلمات القصيبي على وتيرة ساخنة وقلب موتّر ,نابعةمن تحت حطب العبودية ولهيب الطبقية .


لكن اروع ما جاء كان ردّه على هند احدى عشيقاته التي أخطأ باسمها قائلا :

" أنا هند , عبد الجميلات

أصبو كل الجميلات

لكن بعض الجميلات يعبرن مثل السحابة

و بعض الجميلات يرسخن الروح كالنخل … ".


تحدّ لقبيلته اطلقه سحيم, مواجها لسلطة المجتمع الاستبدادي والعنصري عبر سلطتين اثنتين توفرتا له في آن واحد , هما سلطة اللغة و سلطة الجسد . وفي هذه الصورة تبدو رؤية الشاعر العميقة , التي تدخل الى اعماق التحليل النفسي , لتظهر سحيم منتقما من اسياد القبيلة وجائرا على ما حرم من حقه في الحياة والانسانية .


غازي ألقصيبيي , عاشق المتنبي , عرف عنه انه شاعر روائي متكن في مطلع الستينات وما لبث بعدها ان جاب كل الفنون الادبية والكتابية الممكنة , وعلى الصعيد العملي تولى مناصب اكاديمية و وزارية و دبلوماسية . اصدر ما يزيد عن ستين كتابا في الشعر والرواية والادارة والدراسات النقدية والثقافية والمقالات المتنوعة .


0 commentaire - Permalien - Partager
Commentaires