Blog créé grâce à Iblogyou. Créer un blog gratuitement en moins de 5 minutes.

oumabdou

طفلك فوضوي Publié le Vendredi 8 Juillet 2011 à 11:26:04
  رقم المشاركة : 1
عاصفة
متعلم جديد

الملف الشخصي
رقم العضوية : 49777
تاريخ الانضمام : Jan 2011
المشاركات : 20
الحالة : عاصفة غير متواجد حالياً
شكرا: 0
شكرت 37 مرة في 16 مشاركة
Smile طفلك فوضوي وكيفية التعامل والحل هنا

يقول علماء النفس : إنَّ الأولاد الذين يعانون مشاكل سلوكية يأتون من بيوت تسود فيها الفوضى والإهمال ؛ حيث لا توجد قوانين وتنظيمات ثابتة في حياة الأسرة لتنظيم مجرى الأمور بشكل يمنح الأولاد الثقة والتعاون، وتعويدهم العطاء وحبِّ الخير ومحبّة الآخرين. 

فطفلك بحاجة لمن يضع له حدوداً في كل مجالات حياته اليومية، فهو يحتاج إلى أن يعرف متى يأكل، ومتى يستحم، ومتى يذهب إلى سريره، وكذلك ترتيب أغراضه. 
هذه الحدود التي يضعها الوالدان تعطي شيئاً من الانضباط داخل الأسرة، وهذا الانضباط يعطي ولدك شعوراً بأنَّ هناك من يحميه ويهتم به ويرعاه.
وإذا أَمْعَنا النظر في حال الأمهات مع أطفالهن في قضية الترتيب والنظام والانضباط نجد أنَّهن على حالين : 
* من الأمهات من لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته، وتقوم هي بترتيب كلِّ شيء.. ويتكرر ذلك مهما تكررت فوضى طفلها وإهماله ! 

* ومنهن من تثور ثائرتها؛ فتصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيئ وتضعه في دائرة الكسالى. وكلا الحالتين جانبهما الصواب..
فالأمُّ الأولى تنشئ طفلاً اتكالياً، 
والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم.

وما ينبغي أن يفعله طفلك هو إعادة ترتيب غرفته وخزانته، ومن أجل تعويده احترام تلك الأمور ينصحك خبراء التربية باتباع ما يلي:
* حاولي تبسيط عملية الترتيب والنظام لطفلك بتقسيمها إلى مراحل،
كأن تقولي له: ضع المكعبات في السلة الخاصة بها، ثم اجمع الكتب وضعها على الرف.. ولا بأس بمشاركتِك إياه في المرّات الأولى على الأقل. 
* عوِّديه مرّة تلو الأُخرى.. وساعديه في تعليق ثيابه التي ألقاها في زوايا الغرفة.. وقولي له: "سأعلق لك ثيابك هذه المرّة وساعدني في ذلك". 

وفي المرّات اللاحقة تستطيعين أن تشجِّعي طفلك على الترتيب مستفيدة من التجربة السابقة: "
هيا يا بطل.. أنت تستطيع أن ترتِّب غرفتك كما فعلت المرّة الماضية بنجاح".
* شجِّعي طفلك على احترام النظام والترتيب وقولي له: "إذا استيقظت وجهَّزت نفسك باكراً للمدرسة، ورتبت غرفتك.. تستطيع اللعب قليلاً قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة".
* كذلك يجب على كلا الوالدين أن يتفقا على نفس النظام والقوانين البيتية، 
فلا يجوز أن تتسامح الأمُّ بموضوع معيَّن ثمَّ يأتي الأب ويناقضها كليَّاً في نفس الموضوع !! إنَّ مثل هذا التناقض في الأساليب التربوية في البيت الواحد يؤدي إلى البلبلة والحيرة والضياع عند طفلك.
. وهذه المشاعر غالباً ما تكون هي المسؤولة عن الفوضى والإهمال والمشاكل السلوكية الشائعة عند أطفالنا.
* حاولي بعد ذلك أن يتحمّل طفلك بمفرده مسؤولية إنجاز عمل ما، كترتيب أغراضه،
بعد أن تحددي له أهداف هذا العمل، وما ينتظر منه أن يعمله.. 

فيمكن أن تعلِّمي طفلك البالغ (3سنوات) أن يرفع لُعَبه قبل الطعام وإعادتها إلى مكانها، وترتيب أدواته الخاصة به من قصص وملابس بسيطة ونحوها.
* اجعلي فكرة التعاون والمشاركة في إنجاز عمل ما، مع مجموعة يكون طفلك واحداً منها، وهنا يعرف أهمية التعاون وقيمته في إنجاز الأعمال وترتيب الأشياء .
* أظهري مشاعر الفرح والسرور بعد إنجازه العمل، وذلك بحزم ولطف معاً،
ودربيه على حسن استخدام المرافق والأدوات ورعاية الأثاث والاهتمام بنظافته، والمساهمة في تزيين المائدة والتزام النظام في جميع شؤونه
Ecrire un commentaire - Permalien - Partager
ه الاخطاء قد تدمر ابنائك



أولاً : الصرامة والشدة :


يعتبر علماء التربية والنفسانيون هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة ... فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك ، .. أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها ؛ حيث ينفعل المربي فيفقد صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر فينهال على الطفل معنفا وشاتما له بأقبح وأقسى الألفاظ ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا قرن العنف والصرامة بالضرب ...

وهذا ما يحدث في حالة العقاب الانفعالي للطفل الذي يُفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط ( خوف مؤقت ) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا .

وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة .. ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من البلادة ، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلاً من خلال أعراض ( العصاب ) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل ..

وقد يؤدي هذا الصراع إلى الكبت والتصرف المخل ( السيئ ) والعدوانية تجاه الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه .



ثانيا : الدلال الزائد والتسامح : 

هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة .. فالمغالاة في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين ، أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة ... لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها ... ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته ، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما ، ومتأصلان بالعواطف الأبوية الفطرية لحمايته، والرحمة به والشفقة عليه والاهتمام بأمره ... ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا في تدمير الأبناء ، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجة رقة قلبيهما وحبهما لطفلهما مما يجعل الطفل يعتقد أن كل شيء مسموح ولا يوجد شيء ممنوع ، لأن هذا ما يجده في بيئته الصغيرة ( البيت ) ولكن إذا ما كبر وخرج إلى بيئته الكبيرة ( المجتمع ) وواجه القوانين والأنظمة التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات ، ثار في وجهها وقد يخالفها دون مبالاة ... ضاربا بالنتائج السلبية المخالفته عرض الحائط .

إننا لا نطالب بأن ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة مطلوبة ، ولكن بتوازن وحذر. قال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا " أفلا يكون لنا برسول الله صلى عليه وسلم أسوة ؟



ثالثا: عدم الثبات في المعاملة : 

فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه ، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل ، و عندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها ... ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها ، فلا ينبغي أن نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله ثم نعود اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون لأن هذا التصرف قد يسبب الإرباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض وفي بعض الحالات تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك ، وهذا التذبذب والاختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ .



رابعا : عدم العدل بين الإخوة :


يتعامل الكبار أحيانا مع الإخوة بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل ، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري ، أو لأنه ذكر ، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه إخوته ، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الأمر حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : عليه الصلاة السلام " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"


من مواضيعي :
عاصفة صديقة جديدة
مهارة نتعلم منها القليل
معلومة خطيرة وما يحدث عند دخول الخلاء
مهارة الصمت
اشياء يجب معرفتها اخطاء قد تدمر ابنائنا

  رد باقتباس
Ecrire un commentaire - Permalien - Partager

ر

 

 


Smile قواعد البرمجة اللغوية العصبية: للدكتور راتب النابلسي

الموضوع : دروس حوارية : قواعد البرمجة اللغوية العصبية – الأحد 11/06/2006 - لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي .


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.


أيها الإخوة الكرام ، من قائمة الموضوعات التي اقترحتموها ، واقترحتها أنا معكم حول موضوعات درس الأحد موضوع البرمجة العصبية اللغوية ، شاعت هذه الدورات شيوعاً كبيراً ، بل أصبحت شغل كل إنسان يتمنى أن يرفع قدراته في الأداء ، والحقيقة فيها أشياء مفيدة جداً ، ولكن نحن دائماً نحتاج إلى هذه الحقيقة ، إن عرفت الحق كان الحق مقياساً ، لأن عمرك لا يتسع لمعرفة الباطل ، إن عرفت الحق وأتقنته فالحق لا يتعدد ، الحق واحد ، لذلك يمكن أن يكون الحق الذي عرفته مقياساً لكل ما سواه ، قال تعالى :

[ سورة الأنعام : 153]


1 – برنامج العمل والموضوعية :
الصراط المستقيم واحد ، والسبل متعددة ، هناك مليون نوع من الباطل ، فالبرمجة اللغوية العصبية دورات شاعت في هذا البلد ، والقائمون عليها متدينون يعرفون الله فيها إيجابيات كثيرة ، وفيها سلبيات ، لكن أردت في هذا اللقاء لا أن أخوض في تفاصيلها ، لكن في قواعدها ، التي فيها نفع كبير لمن يريد أن يرفع مستوى أداءه وإنتاجه ، بعض الأمثلة : أنت حينما يكون في جيبك دفتر صغير ، وأي شيء خطر في بالك كتبته أنت أمام قائمة أعمال ، كلما أتيح لك وقت فارغ تفتح هذا الدفتر ، وتنجز بعض الأعمال ، لعل بعض الأعمال يحتاج إلى اتصال هاتفي ، لعل بعض الأعمال يحتاج إلى متابعة ، لعل بعض الأعمال يحتاج إلى تسجيل ، لعل بعض الأعمال يحتاج إلى أن تذكره ، ما الذي يمنع أن يكون لك برنامج عمل ؟ هذا من مبادئ البرمجة اللغوية العصبية ، ما الذي يمنعك أن تكون موضوعياً متأنياً ؟ 
2 – عدم التسرع في الحكم على الواقع :
حدثني أخ كان في العمرة أحب أن يشرب ماء زمزم ، وضع كأساً ، وملأه ، فلما شربه انزعج جداً ، الماء ساخن ، أين العناية بالعمار والحجاج ؟ أين الماء البارد ؟ انزعج ، فلما وضع الكأس في مكانه لفت نظره أنه كتب على هذا الوعاء ماء غير بارد للمتقدمين في السن ، إذاً : هذه منتهى العناية ، تصورت شيئاً ، وأزعجت ، وأنت المخطئ ، هذه قاعدة ثانية للبرمجة اللغوية العصبية ، الخارطة خلاف الواقع .
حدثني أخ قبل يومين له هاتف يشبه هاتف أحد الإخوة ، الفرق رقم واحد ، اتصل فيه ، مشغول ، مشغول ، مشغول ، ارتفع غيظه ، إلى متى يتصل ؟ فإذا هو يستخدم رقمه نفسه ، إذا أنت استخدمت رقمًا يكون مشغولا دائماً ، فهذه النقمة تلاشت ، فالإنسان أحياناً يتسرع ، من مبادئ البرمجة اللغوية العصبية ألا تتسرع ، يضربون على ذلك قصة مشهورة : أن امرأة أرادت أن تسافر ، وصلت إلى المطار ، اشترت صحيفة يومية ، وطلبت قهوة ، واشترت علبة بسكوت ، وجلست على الطاولة بانتظار الصعود إلى الطائرة ، هي فتحت الصحيفة هكذا ، تقرأها لا ترى من الذي أمامها ، فإذا يده تمتد إلى البسكويت ، وتأخذ واحدة ، اغتاظت ، ما هذه الوقاحة ؟ بلا إذن ، بلا استئذان ؟ سكتت ، ثم امتدت يد هذا الرجل ، وأخذت قطعة ثانية ، ازداد غيظها ، ثم امتدت يد هذا الرجل فأخذت قطعة ثالثة ، وتابع أكله من هذه العلبة إلى أن انتهت ، فأخذ آخر قطعة ، وقسمها نصفين ، وأعطاها نصفاً ، وأكل نصفاً ، عندئذ بلغ غضبها أعلى درجة ، وكادت تنفجر ، وكادت تشتمه ، وكادت تبصق في وجهه ، لكن قبل أن تبدأ لعله يعرفها ، زاحت عنها الصحيفة ، لا يعرفها ، لما أزاحت الصحيفة ابتسمت ، فإذا بها تستمع إلى نداء إلى الطائرة ، فلم تفعل شيئاً طوت الصحيفة ، وفتحت محفظتها كي تضع الصحيفة في محفظتها ، فإذا بعلبة البسكويت في محفظتها ، هذه العلبة له ، الخارطة خلاف الواقع .
في حياتنا يومياً مئات الحوادث ، تتألم ، تغضب ، تشتم ، تزمجر ، تزبد ، تزبد ، وأنت غلطان ، والطرف الآخر بريء ، قال تعالى :

[ سورة الحجرات : 6]


هذه قواعد البرمجة اللغوية العصبية قواعد لطيفة جداً ، من أين جاءت ؟ جاءت من الناجحين في الحياة ، هذا الناجح كيف يتصرف ؟ كيف يخطط ؟ كيف يعالج مشكلاته ؟ كيف يحل مشكلاته ؟ كيف يواجه الخبر السيئ ؟ كيف يواجه الخبر الطيب ؟ كيف علاقاته ؟ كيف تخطيطه ؟ كيف برمجته ؟ لذلك معظم قواعد البرمجة اللغوية العصبية تنطبق على قواعد الإسلام .

لكن أحد الإخوة الكرام من الدعاة إلى الله درس موسوعة كبيرة جداً حول البرمجة اللغوية العصبية ، وهذه الموسوعة تزيد على ألف وخمسمئة صفحة ، فتبين له أن هذه البرمجة اللغوية العصبية ليست مجموعة قواعد لرفع الأداء في حياة الإنسان ، فوجئ أنها نظام متكامل للمعرفة ، ليست قضية قواعد نستخدمها لرفع الأداء نظام كامل للمعرفة ، فلما تعمق أكثر من ذلك وجد أن البرمجة اللغوية العصبية ليست لها ديانة تدين بها ، لكن البرمجة اللغوية العصبية في أثناء تعريفها للدين سمته تجربة روحية للبشر ، وأنه جزء من الواقع الشخصي للإنسان ، وأن هذه البرمجة تستخدم تعبيراً روحياً كي تعبر عن المفهوم بأننا جزء من نظام أكبر يتجاوز واقعنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا ، والوحي الموجود في كثير من الأديان برأي الموسوعة عبارة عن تحريف للحس بدأ الخطأ ، تزعم أنه لا دين لها ، لكنها لا تعترف بالدين على أنه من الله ، ترى أن الدين تحريف للحس ، عندنا حس ، وعندنا حاسة سادسة هي الوحي ، يعني عندهم الوهم ، وأن الإنسان له تجربة روحية جزء من واقعه الشخصي ، وأن الطقوس الدينية عملية تلاؤم بين الإنسان وواقعة ، فالذي يمارس الطقوس الدينية ، وجاءت التسمية الطقوس ، وأنا أقول : الطقوس حركات وسكنات وتمتمات وإيماءات لا معنى لها إطلاقاً ، هذه كلمة تستخدم في الديانات الوضعية الأرضية الوثنية .


أما السحر في البرمجة اللغوية العصبية فله مكانة كبيرة فيها فهو إرساء لثقافة اللامستحيل ، وللسحر عندهم معنى مجازي ، على كل هناك في موسوعات البرمجة اللغوية العصبية إنكار لحقيقة الدين ، وإنكار لوحي السماء ، بل إن وحي السماء هو انحراف في الحس ، وأن مجمل ما في الدين عملية تكيف مع الواقع كي ترتاح في أثناء المصائب ، وما إلى ذلك .


إذاً منطلقاتها العقائدية تتناقض مع الإسلام ، وهذه البرمجة تقتبس من الديانة البوذية الوثنية أشياء كثيرة في النهاية البرمجة اللغوية العصبية ليست حيادية تجاه الدين ، أو النظرة إلى العالم ، لذلك وجب التنبيه لذلك .
أنا لا أمنع من استخدام هذه البرمجة ، لكن ينبغي أن تعلم أنها لا تنطلق من وحي السماء ، ولا تعترف بالدين ، تنطلق من نظرة علمانية إلحادية للعالم ، وتحاول أن ترفع أداءك من خلالها ، لأن عددًا كبيرًا جداً من الناس خضع لهذه الدورات في هذا البلد ، وهذا الموضوع الآن حساس ، وموضوع حيوي ، والبرمجات العصبية لها نفقات غالية جداً بعشرات الألوف للدورة الواحدة ، هذه الحقائق من إنتاج علماء أجلاء عكفوا على هذه البرمجة اللغوية العصبية ، ودرسوها بالتفصيل ، وأخذوا منها ما هو إيجابي وما هو سلبي .


أيها الإخوة الكرام ، سؤال الناس الآن فريقان : فريق يدافع عنها ، وفريق يهاجمها ، أين الحق ؟ الذين هاجموها هجوماً عنيفاً حجتهم أنها تنطلق من فكر وثني ، يرد بعض العلماء الوسطيين أنك إذا تعلمت الجيدو أي الصراع ، وكنت قوياً ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : (( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف )) . 
[ مسلم ]
وإذا علمت أن الجيدو الصراع الياباني ينطلق من فكر وثني ، فهل هناك من حرج إذا كنت قوياً ؟ لا حرج أبداً ، وإذا ركبت مركبة صنعها أناس كفار فهل هناك من حرج ؟ لا ، لذلك الهجوم عليها هجوماً عشوائياً بلا تحفظ ليس موقفاً وسطياً ولا معتدلاً ، كما أن الدفاع عنها ، وجعل كل ما فيها خير أيضاً موقف متطرف ، ونحن مشكلتنا أيها الإخوة الكرام في التطرف ، نحن في كل تاريخنا الإسلامي فعل متطرف ، ورد فعل متطرف .
على كل ، خذ الحكمة ، ولا يضرك من أي مكان خرجت ، أنت إذا عملت كل يوم جدول أعمال فلا حرج .


صدقوا أيها الإخوة الكرام ، زرت بلداً في آسيا ماليزيا هو في تفوق يفوق حد الخيال ، أبلغني السفير السوري هناك أن رئيس هذا البلد يحمل في جيبه دفترًا ، فأي شيء لفت نظره يكتبه ، ثم يتابع تنفيذه ، رئيس جمهورية يحمل هذا الدفتر ، ما الذي يمنع الواحد منكم أن يقتني دفترًا صغير ؟ دفع مبلغًا فسجله ، وعد إنسانًا فسجله ، خطر في باله إصلاح آلة في بيته فسجله ، مساءً وجد معه عشرة بنود ، حاول أن يحل بعضها بالهاتف ، بلغه أن فلانًا مريض ، فكتب زيارة فلان ، قد لا يأتي إلى ذاكرتك أن تزور هذا المريض ، لما أبلغ فلانًا كتبت عندك ، فتحت الدفتر ، عندك زيارة مريض ، صدقوا يمكن أن يرتفع الإنجاز عشرة أضعاف ، وأنت أنت ، بثقافتك ، وبخبراتك ، وبقدراتك يرتفع إنجازك عشرة أضعاف عن طريق الكتابة على دفتر .
بعض الإخوة الكرام يظن أنه إذا كتب على تقويم كبير هذا أين تحمله ؟ هذا مكانه في البيت ؟ أنا أريد دفترًا بجيبك ، حجمه خفيف ، دفعت ، وعدت ، خطر في بالك خاطر ، تتابع موضوع ، فلان أعطاك رقم هاتفه سجلته ، تفتح مساء عندك ثلاثون بنداً ، رقم الهاتف تضعه في الدليل ، زيارة مريض تضعها غداً في جدول الأعمال ، شكر لفلان ، قدم لك فلان هدية ، من البديهي أن تشكره ، تكتب : شكر فلان ، تفتح الدليل ، تأخذ رقمه ، اتصل به واشكره .
لو اكتفينا بهذا اللقاء بهذا الدفتر الصغير ، إذا اقتنى كل إنسان دفتراً صغيراً يوضع في الجيب دائماً ، معك قبل أن تنام إلى جانب السرير ، تستيقظ هو في جيبك ، تذهب إلى مكان العمل هو في جيبك ، معه قلم ، والله أحياناً ألتقي بإخوة كثر ليس معه قلم ، هل هذا معقول ؟ ما ثمن القلم ؟ إنسان بلا قلم ؟ القلم أساسي ، دفتر ، وقلم ، لو طبقنا في هذا الدرس : دفتر وقلم ، قالت لك زوجتك : نحن بحاجة إلى الحاجة الفلانية ، ولا أبالغ لو ما كتبتها ، وأنت بعملك منهمك تنساها ، فتضطر بعد ثلاثين يوماً أن تحضرها ، وكان يكلفك أن تكتب كلمة واحدة ، وأنت في مكتبك ، فتحت ، و عندك موظف ، وقلت له : اشتر لي هذه الحاجة ، وانتهى الأمر ، لكن كله على الذاكرة .
أيها الإخوة الكرام ، والله أثق بمحبتها ، وورعهم ، تكلف إنسان بعمل أستاذ ، على عيني ورأسي ، تكرم ثاني يوم ، والله نسيت ، ثالث يوم أيضاً نسي ، لا يتذكر ، متى يتذكر ؟ حينما يراني لا يوجد إنجاز أبداً ، فإذا لم يكن معك دفتر تكتب فيه كل شيء تنسى .
أحيانا يقول لك إنسان : أنا اسمي فلان ، وأنت تحب أن تقول له : أبو فلان ، ولا تعرف اسم ابنه ، ما اسم ابنك حتى أقول لك أبو فلان ؟ لا تصح ، لو فرضنا أنك زرته ، ونادى لابنه ، وهذا أكبر أبنائي ، تكتب : فلان أبو فلان ، أحيانا على الهاتف تقول : أبو فلان ، فيها مودة أكبر ، إلا في القرآن ، بالعكس الله ما نادى بكنيته إلا أبا لهب ، قال تعالى :

[ سورة المسد ]
والباقي يا يحيى ، يا عيسى ، لكن بمجتمعنا كلمة ( أبو ) فيها تودد أكثر ، وفيها محبة أكثر ، على كلٍّ ، نحن لو اكتفينا بهذا اللقاء بهذا الدفتر كل واحد معه دفتر صغير ، الكبير غير عملي ، الكبير في بيتك ، أو في عملك ، أو في مركبتك ، أنا أريد دفترًا معك دائماً ترتدي بيجامة في البيت ، ترتدي جلابية فيها ، وأنت ترتدي ثيابك الرسمية في الجيب دفتر ، وقلم يمكن أن تكتب كل شيء ، سمعت حكمة رائعة جداً كتبتها ، لك دفتر في البيت للحكم والأشعار المختارة ، حديث شريف جميل لفت نظري جداً أكتبه ، تكتب حديثًا ، تكتب بيت شعر ، دفعت دفعة كتبتها ، لك حساب صندوق ، هناك فرق في الصندوق ، لا تتذكر ، كتبت بعض المصروف ، أعطاك شخص مبلغًا أمانة فكتبته ، أعطاك شخص رقم هاتفه فكتبته ، فهذا الدفتر ضمن البرمجة اللغوية العصبية ، لذلك يقولون : إن أسوأ قلم أفضل من أقوى ذاكرة . 
إن الحياة الآن معقدة جداً ، لا تتذكر ، أنا تجربتي مع إخواننا واسعة جداً ، الذين أعتمد عليهم اعتماداً شديداً معهم دفتر ، لا أضطر أن أقول له العمل مرة ثانية ، أقوله مرة واحدة ، أقوله فيسجله عنده ، نفذه في أقرب وقت ، والأكمل أن يبلغني أني نفذته ، لأنه أحيانا ينفذه ، ولا يبلغك ، وأنت تحتار ، أنفذه أم لم ينفذه ؟ ينفذ ويبلغ ، أحيانا يكون الواحد معه هاتف خلوي فيه مهام ومواعيد ، ومعظم الناس يستخدمون الهاتف للاتصال فقط ، لكن له وظائف ، الهاتف عشرة أضعاف استخدامه كهاتف ، كل مواعيدك مع التذكير قبل ساعة ، أو يوم ، أو يومين ، وبتنبيه ، أو بدون تنبيه ، يمكن أن تستخدم الهاتف الخلوي بكل طاقاته ، فهذا الهاتف الخلوي مثل موظف عندك ، يذكرك بكل شيء ، هذه التقنية الحديثة لمَ لا ننتفع بها فنقوى ؟ أنا أريد أن يرتفع أداؤك فقط ، يرتفع أداؤك بالتسجيل ، والتسجيل أساسي عند الناجحين ، أساساً البرمجة اللغوية العصبية أخذت من الناجحين في الحياة ، كيف يتعاملون ؟ أنت مثلاً مدير مدرسة ، معلم ، مدير مؤسسة ، عندك موظفون ، تكلف موظفاً أن يكتب كتاباً ، وأن يرسله ، يقول لك : تكرم ، أنت تنسى أن تتابعه ، لا يكتب الكتاب ، ولا في شهر ، لمّا كلفته كتبت عندك : تكليف فلان ، ثاني يوم فتحت الدفتر ، وجدت تكليف فلان ، تطلبه ، هل كتبت الكتاب ؟ لا تؤاخذني أستاذ ، أكتبه مرة ثانية ، إذا كان عندك موظفون وعمال ، عندك من هم تحت إمرتك ، وأدركوا أن أنت مستحيل أن تنسى شيئًا صار كلامك أمرًا مستحيلا فلا أحد يخالفه ، لأنك عوّدتهم أنك إذا أمرت أمراً لا تنساه أبداً ، بل تتابعه .
أكاد أقول لكم : أكبر خطأ في الدول المتخلفة عدم المتابعة ، نحكي لا ننفذ ، مؤتمرات تعقد ، تخرج توصيات رائعة ، لا ينفذ منها شيء ، والتنفيذ يحتاج إلى متابعة ، من الذي يتابع ؟ لا أحد يتابع ، كل الناس يتكلمون ، ويتكلمون عن طموحاتهم ، وعن برامجهم ، وينتهي المجلس ، وينتهي كل شيء معه ، بلا إنجاز ، نريد إنجازاً .
أنت إذا تعاملت مع العالم الغربي أحيانا يأتينا مندوب شركة أجنبية ، أول ما يجلس يفتح الدفتر ، ما من كلمة تحكيها إلا يكتبها ، وأحيانا تبنى كل التجارة على كلمة على ملاحظة على لفت نظر ، أحيانا يكون أحدنا قد درس إدارة أعمال ، عنده الدفتر أساسي ، يكتب كل شيء ، مساء يسلط هذه الأشياء في أماكنها ، اقتراحات ، قرارات ، توجيهات ، تخفيض ، رفع ، من هذا الدفتر ، نحن لو اكتفينا بهذا اللقاء ، بهذا الدفتر ، نحن نُعمل من حين لآخر قاعدة من قواعد البرمجة اللغوية العصبية .
اليوم أول بند : اتخذ دفتراً معك دائماً ، ترتدي ثيابًا صيفية ، يجب أن يكون الدفتر حجمه معقول جداً ، لو كل أسبوع غيرت الدفتر فلا مانع ، لكن بحجمه يوضع في الجيب مع قلم ، يمكن أن يتضاعف إنتاجك أربعة أضعاف أو خمسة أضعاف بهذا الدفتر ، لأنه يذكرك ، حتى بالهواتف الخلوية فيها جدول مهام ، يقول لك : ما مستواها ؟ درجة أولى ، ثانية ، ثالثة ، تقول له : أولى ، يأتي أول واحد مهم جداً ، أنت أنجزته إنجازاً جزئياً ، كلفت إنساناً يقوم به ، فقام به إنسان ، وخبرك فتمحوه من دفترك ، تفتح الهاتف ، أنت معك كل الأعمال ، إذا أحببت تعويض الدفتر بهاتف فلا ما مانع ، لا بد أن يكون لك دفتر أعمال ، دفتر للإنجاز ، خطط ، ثبت أن ثلاثة بالمئة يخططون ، والباقون يخطط لهم ، إما أن تخطط ، وإما أن يُخطط لك عدوك ، استفد من الوقت ، هذا الدفتر يرفع لك الإنتاج عشرة أضعاف ، يمكن أن تطبقه على البيت ، كلفت ابنك أن يحلق شعر رأسه ، مساء تحاسبه ، لماذا ما حلقت ؟ انتبه ، الأب إدارة راقية جداً من دون عنف ، بنعومة ، كلفته أن ينجز هذا العمل فما أنجزه ، كلفته أن يبلغ فلانًا فما بلغه ، لما كلفته ، وسجلت استجاب ، ولما ما سجلت صدق ، ولا أبالغ أنه يهبط إنتاجك للعشر كله على الذاكرة .
هناك أخ من إخواننا لم أعد أراه ، أمر من أمامه كل يوم ثلاثة أشهر ، كلما أمر أمام بيته أقول : أريد أن أخبره ، لأني ما كتبته ، تسعين يوماً ما أخبرته ، لأني ما كتبتها ، متى أتذكر أن أخبره أمام بيته ، هذه واحدة من الطرف ، إذا ما كتبت لا أتذكر اكتب .


الآن حياتنا معقدة جداً ، مئة قضية ، ومئة اتصال ، و مئة ضغط ، وأخبار مزعجة أحياناً ، ومشكلات في البيت أحياناً ، هذه الضغوط المتنوعة ، وكثرة الاتصالات تجعل الإنسان في ضياع ، الآن أكثر مشكلات الناس فيما بينهم من عدم الكتابة ، بالجهالة ، كل جمعة عندي مشكلتان أو ثلاث مع إخواننا مختلفين ، لماذا هم مختلفون ؟ لأنهم ما كتبوا على الذاكرة ، وكل واحد يتصور الاتفاق لصالحه ، هذا تصوره أجيرًا بأجر ، وهو تصور حاله شريكًا ، فرق كبير بين شريك وأجير ، نتعاون لا تفرق ، لا نختلف ، نحن إخوان ، خذ هذا المبلغ ، هذا المبلغ ؟ ما هو أجرتي ، أم من الربح ؟ ما هو هذا المبلغ ؟ الجهالة تفضي إلى المنازعة ، تسعون بالمئة من قضايا المحاكم أساسها الجهالة ، ليس هناك وضوح .
أخ من إخواننا يبيع غرف نوم ، استلطف غرفة ، قال له : ابعث لي إياها ، بعث له عشرة آلاف ، ثاني جمعة عشر آلاف ، بعد ذلك بعث له مئة ألف ، قال : يكفي ، قال : أين الباقي ؟ قال : بعثت لك مئة ألف ، قال له : ثمنها ثلاثمئة ألف ، اختلفوا ، لما أخذتها ؟ لماذا ما سألته على سعرها ؟ هذه بالتعبير العامي مغمغة ، كله ضبابي ، حياته ما فيها وضوح .
يأتي فرضاً صاحب محل ، يعين موظفًا ، يقول له : أنت إن شاء الله أريد أن أشاركك ، يعيش بحلم يفوق حد الخيال ، يعمل ، ولكن ظن الموظف أنها حقيقة ، ثم يفاجأ ، فقال له : أنا أمزح معك ، هذه حياتنا كلها لا شيء واضح .
يا أيها الإخوة الكرام ، وضح كل شيء .
حدثني أخ يعمل في الحريقة ، يحتاج إلى نقل بضاعة من مكان إلى مكان ، ففي الحريقة ، يحضر شخصًا يقول له : الثمن ثلاثمئة ليرة فرضاً ، القصة قديمة ، ينقل البضاعة ، يعطيه ثلاثمئة ، يفتح العيار العالي ، ماذا ثلاثمئة ، لا تكفي ، البضاعة كثيرة ، لا يقدر عليها ، قال لي : كلما أنقل بضاعة عندي مشكلة ، ألست أنت الذي طلب ثلاثمئة ؟ لا أعرف قدر البضاعة .
مرة أحببت أن أطبق الحديث النبوي أن الجهالة تفضي إلى المنازعة ، قال لي : أحضرت شيخ العتالة ، وقال له : عد البضاعة ، وإذا لم تعدها أحضر غيرك ، فعدها ، وقال : احمل الثوب واعرف وزنه ، وإذا ما حملته فأحضر غيرك ، من مكتب بالحريقة إلى طابق رابع ، والمصعد ممنوع استخدامه ، يصعد إلى فوق ، ويمشي ، ويضعها على الرفوف بالغرفة الداخلية ، قال لي : حملهم ، وأعطاه ستمئة ، وقال له : شكرا ، ماذا يقول له ؟ كثير عددهم ، ثقيل حملهم ، الطريق طويل فيه مشي ، مصعد ممنوع استخدامه ، وضعناها في الداخل ، يعرف المكان ، قال لي : ما عطس ولا كلمة . 
هذه قاعدة ، لما تبين كل شيء لا يوجد عندك مشكلة .
في الخِطبة يوهمها أن عنده بيتًا ، وعنده سيارة ، ودرس في جامعة ، يكون قد درس كفاءة ، ولا عنده بيت ، ولا عنده سيارة ، ومعه مرض ، تنشأ الخلافات بالخطبة هكذا ، وبالزواج هكذا ، وبالتجارة هكذا ، وبالبيع والشراء ، حياتنا كلها جهالة ، كل مشاكلنا تأتي من الجهالة ، ومن عدم التوضيح .
كل شيء بالأول سهل ، بعد ذلك مشكلة كبيرة .
يا أيها الإخوة الكرام ، الدرس توضيح ، ودفتر ، كلمة دفتر تعني الشيء الكثير ، تعني رفع أدائك ، تعني إنجازاً كبيراً ، تعني أنك ما تضيع شيئًا ، أحياناً تكون في مكان صعب جداً تحتاج إلى رقم هاتف ، وبلغك الشخص ، لكن ما كتبته عندك تضطر أن تخبر خمس مكالمات ، وهذا ما وجده ، وهنا بدون تغطية ، فتغضب ، قال لك : أنا رقم هاتفي كذا ، لو معك دفتر وقلم ، وانتهت المشكلة ، فإذا قنع كل واحد بالموضوع فحاول أن يقتني دفتراً ، وحاول أن يستخدمه دائماً ، الدفتر لا يستخدم بشكل فعال إلا إذا كان معك ، أما المذكرة الكبيرة فليس لها فائدة ، لأن لها مكانًا كبيرا ، كل شيء خارج جسمك ليس له قيمة أن يكون ضمن جسمك ، بجيبك الصغير ، ومعك قلم ، والله عشرات الإخوة الكرام ما معه قلم ، يطلب مني أن يكتب حديثًا ، فأعطيه القلم ، فينساه عنده .
احمل قلمًا ، احمل دفترًا ، اكتب حكمة ، حديثًا ، فكرة ، عنوان موقع معين بالإنترنت مثلاً ، اكتبه ، هذا الإنجاز ، الإنجاز يبدأ من دفتر ، هذه إحدى قواعد البرمجة اللغوية العصبية .



والحمد لله رب العالمين


من مواضيعي :
قواعد البرمجة اللغوية العصبية: للدكتور راتب النابلسي
تطابق البرمجة اللغوية العصبية مع القرآن الكريم
عضو جديد

نلتقي من أجل أن نرتقي
  رد باقتباس

 

Ecrire un commentaire - Permalien - Partager

ر

قديم 10-26-2008, 12:34 PM   رقم المشاركة : 1
ibrahim-nlp
متعلم جديد

الملف الشخصي
رقم العضوية : 25444
تاريخ الانضمام : Oct 2008
المشاركات : 3
الحالة : ibrahim-nlp غير متواجد حالياً
شكرا: 0
شكرت مرة واحدة في مشاركة واحدة
Smile قواعد البرمجة اللغوية العصبية: للدكتور راتب النابلسي

الموضوع : دروس حوارية : قواعد البرمجة اللغوية العصبية – الأحد 11/06/2006 - لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي .


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.


أيها الإخوة الكرام ، من قائمة الموضوعات التي اقترحتموها ، واقترحتها أنا معكم حول موضوعات درس الأحد موضوع البرمجة العصبية اللغوية ، شاعت هذه الدورات شيوعاً كبيراً ، بل أصبحت شغل كل إنسان يتمنى أن يرفع قدراته في الأداء ، والحقيقة فيها أشياء مفيدة جداً ، ولكن نحن دائماً نحتاج إلى هذه الحقيقة ، إن عرفت الحق كان الحق مقياساً ، لأن عمرك لا يتسع لمعرفة الباطل ، إن عرفت الحق وأتقنته فالحق لا يتعدد ، الحق واحد ، لذلك يمكن أن يكون الحق الذي عرفته مقياساً لكل ما سواه ، قال تعالى :

[ سورة الأنعام : 153]


1 – برنامج العمل والموضوعية :
الصراط المستقيم واحد ، والسبل متعددة ، هناك مليون نوع من الباطل ، فالبرمجة اللغوية العصبية دورات شاعت في هذا البلد ، والقائمون عليها متدينون يعرفون الله فيها إيجابيات كثيرة ، وفيها سلبيات ، لكن أردت في هذا اللقاء لا أن أخوض في تفاصيلها ، لكن في قواعدها ، التي فيها نفع كبير لمن يريد أن يرفع مستوى أداءه وإنتاجه ، بعض الأمثلة : أنت حينما يكون في جيبك دفتر صغير ، وأي شيء خطر في بالك كتبته أنت أمام قائمة أعمال ، كلما أتيح لك وقت فارغ تفتح هذا الدفتر ، وتنجز بعض الأعمال ، لعل بعض الأعمال يحتاج إلى اتصال هاتفي ، لعل بعض الأعمال يحتاج إلى متابعة ، لعل بعض الأعمال يحتاج إلى تسجيل ، لعل بعض الأعمال يحتاج إلى أن تذكره ، ما الذي يمنع أن يكون لك برنامج عمل ؟ هذا من مبادئ البرمجة اللغوية العصبية ، ما الذي يمنعك أن تكون موضوعياً متأنياً ؟ 
2 – عدم التسرع في الحكم على الواقع :
حدثني أخ كان في العمرة أحب أن يشرب ماء زمزم ، وضع كأساً ، وملأه ، فلما شربه انزعج جداً ، الماء ساخن ، أين العناية بالعمار والحجاج ؟ أين الماء البارد ؟ انزعج ، فلما وضع الكأس في مكانه لفت نظره أنه كتب على هذا الوعاء ماء غير بارد للمتقدمين في السن ، إذاً : هذه منتهى العناية ، تصورت شيئاً ، وأزعجت ، وأنت المخطئ ، هذه قاعدة ثانية للبرمجة اللغوية العصبية ، الخارطة خلاف الواقع .
حدثني أخ قبل يومين له هاتف يشبه هاتف أحد الإخوة ، الفرق رقم واحد ، اتصل فيه ، مشغول ، مشغول ، مشغول ، ارتفع غيظه ، إلى متى يتصل ؟ فإذا هو يستخدم رقمه نفسه ، إذا أنت استخدمت رقمًا يكون مشغولا دائماً ، فهذه النقمة تلاشت ، فالإنسان أحياناً يتسرع ، من مبادئ البرمجة اللغوية العصبية ألا تتسرع ، يضربون على ذلك قصة مشهورة : أن امرأة أرادت أن تسافر ، وصلت إلى المطار ، اشترت صحيفة يومية ، وطلبت قهوة ، واشترت علبة بسكوت ، وجلست على الطاولة بانتظار الصعود إلى الطائرة ، هي فتحت الصحيفة هكذا ، تقرأها لا ترى من الذي أمامها ، فإذا يده تمتد إلى البسكويت ، وتأخذ واحدة ، اغتاظت ، ما هذه الوقاحة ؟ بلا إذن ، بلا استئذان ؟ سكتت ، ثم امتدت يد هذا الرجل ، وأخذت قطعة ثانية ، ازداد غيظها ، ثم امتدت يد هذا الرجل فأخذت قطعة ثالثة ، وتابع أكله من هذه العلبة إلى أن انتهت ، فأخذ آخر قطعة ، وقسمها نصفين ، وأعطاها نصفاً ، وأكل نصفاً ، عندئذ بلغ غضبها أعلى درجة ، وكادت تنفجر ، وكادت تشتمه ، وكادت تبصق في وجهه ، لكن قبل أن تبدأ لعله يعرفها ، زاحت عنها الصحيفة ، لا يعرفها ، لما أزاحت الصحيفة ابتسمت ، فإذا بها تستمع إلى نداء إلى الطائرة ، فلم تفعل شيئاً طوت الصحيفة ، وفتحت محفظتها كي تضع الصحيفة في محفظتها ، فإذا بعلبة البسكويت في محفظتها ، هذه العلبة له ، الخارطة خلاف الواقع .
في حياتنا يومياً مئات الحوادث ، تتألم ، تغضب ، تشتم ، تزمجر ، تزبد ، تزبد ، وأنت غلطان ، والطرف الآخر بريء ، قال تعالى :

[ سورة الحجرات : 6]


هذه قواعد البرمجة اللغوية العصبية قواعد لطيفة جداً ، من أين جاءت ؟ جاءت من الناجحين في الحياة ، هذا الناجح كيف يتصرف ؟ كيف يخطط ؟ كيف يعالج مشكلاته ؟ كيف يحل مشكلاته ؟ كيف يواجه الخبر السيئ ؟ كيف يواجه الخبر الطيب ؟ كيف علاقاته ؟ كيف تخطيطه ؟ كيف برمجته ؟ لذلك معظم قواعد البرمجة اللغوية العصبية تنطبق على قواعد الإسلام .

لكن أحد الإخوة الكرام من الدعاة إلى الله درس موسوعة كبيرة جداً حول البرمجة اللغوية العصبية ، وهذه الموسوعة تزيد على ألف وخمسمئة صفحة ، فتبين له أن هذه البرمجة اللغوية العصبية ليست مجموعة قواعد لرفع الأداء في حياة الإنسان ، فوجئ أنها نظام متكامل للمعرفة ، ليست قضية قواعد نستخدمها لرفع الأداء نظام كامل للمعرفة ، فلما تعمق أكثر من ذلك وجد أن البرمجة اللغوية العصبية ليست لها ديانة تدين بها ، لكن البرمجة اللغوية العصبية في أثناء تعريفها للدين سمته تجربة روحية للبشر ، وأنه جزء من الواقع الشخصي للإنسان ، وأن هذه البرمجة تستخدم تعبيراً روحياً كي تعبر عن المفهوم بأننا جزء من نظام أكبر يتجاوز واقعنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا ، والوحي الموجود في كثير من الأديان برأي الموسوعة عبارة عن تحريف للحس بدأ الخطأ ، تزعم أنه لا دين لها ، لكنها لا تعترف بالدين على أنه من الله ، ترى أن الدين تحريف للحس ، عندنا حس ، وعندنا حاسة سادسة هي الوحي ، يعني عندهم الوهم ، وأن الإنسان له تجربة روحية جزء من واقعه الشخصي ، وأن الطقوس الدينية عملية تلاؤم بين الإنسان وواقعة ، فالذي يمارس الطقوس الدينية ، وجاءت التسمية الطقوس ، وأنا أقول : الطقوس حركات وسكنات وتمتمات وإيماءات لا معنى لها إطلاقاً ، هذه كلمة تستخدم في الديانات الوضعية الأرضية الوثنية .


أما السحر في البرمجة اللغوية العصبية فله مكانة كبيرة فيها فهو إرساء لثقافة اللامستحيل ، وللسحر عندهم معنى مجازي ، على كل هناك في موسوعات البرمجة اللغوية العصبية إنكار لحقيقة الدين ، وإنكار لوحي السماء ، بل إن وحي السماء هو انحراف في الحس ، وأن مجمل ما في الدين عملية تكيف مع الواقع كي ترتاح في أثناء المصائب ، وما إلى ذلك .


إذاً منطلقاتها العقائدية تتناقض مع الإسلام ، وهذه البرمجة تقتبس من الديانة البوذية الوثنية أشياء كثيرة في النهاية البرمجة اللغوية العصبية ليست حيادية تجاه الدين ، أو النظرة إلى العالم ، لذلك وجب التنبيه لذلك .
أنا لا أمنع من استخدام هذه البرمجة ، لكن ينبغي أن تعلم أنها لا تنطلق من وحي السماء ، ولا تعترف بالدين ، تنطلق من نظرة علمانية إلحادية للعالم ، وتحاول أن ترفع أداءك من خلالها ، لأن عددًا كبيرًا جداً من الناس خضع لهذه الدورات في هذا البلد ، وهذا الموضوع الآن حساس ، وموضوع حيوي ، والبرمجات العصبية لها نفقات غالية جداً بعشرات الألوف للدورة الواحدة ، هذه الحقائق من إنتاج علماء أجلاء عكفوا على هذه البرمجة اللغوية العصبية ، ودرسوها بالتفصيل ، وأخذوا منها ما هو إيجابي وما هو سلبي .


أيها الإخوة الكرام ، سؤال الناس الآن فريقان : فريق يدافع عنها ، وفريق يهاجمها ، أين الحق ؟ الذين هاجموها هجوماً عنيفاً حجتهم أنها تنطلق من فكر وثني ، يرد بعض العلماء الوسطيين أنك إذا تعلمت الجيدو أي الصراع ، وكنت قوياً ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : (( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف )) . 
[ مسلم ]
وإذا علمت أن الجيدو الصراع الياباني ينطلق من فكر وثني ، فهل هناك من حرج إذا كنت قوياً ؟ لا حرج أبداً ، وإذا ركبت مركبة صنعها أناس كفار فهل هناك من حرج ؟ لا ، لذلك الهجوم عليها هجوماً عشوائياً بلا تحفظ ليس موقفاً وسطياً ولا معتدلاً ، كما أن الدفاع عنها ، وجعل كل ما فيها خير أيضاً موقف متطرف ، ونحن مشكلتنا أيها الإخوة الكرام في التطرف ، نحن في كل تاريخنا الإسلامي فعل متطرف ، ورد فعل متطرف .
على كل ، خذ الحكمة ، ولا يضرك من أي مكان خرجت ، أنت إذا عملت كل يوم جدول أعمال فلا حرج .


صدقوا أيها الإخوة الكرام ، زرت بلداً في آسيا ماليزيا هو في تفوق يفوق حد الخيال ، أبلغني السفير السوري هناك أن رئيس هذا البلد يحمل في جيبه دفترًا ، فأي شيء لفت نظره يكتبه ، ثم يتابع تنفيذه ، رئيس جمهورية يحمل هذا الدفتر ، ما الذي يمنع الواحد منكم أن يقتني دفترًا صغير ؟ دفع مبلغًا فسجله ، وعد إنسانًا فسجله ، خطر في باله إصلاح آلة في بيته فسجله ، مساءً وجد معه عشرة بنود ، حاول أن يحل بعضها بالهاتف ، بلغه أن فلانًا مريض ، فكتب زيارة فلان ، قد لا يأتي إلى ذاكرتك أن تزور هذا المريض ، لما أبلغ فلانًا كتبت عندك ، فتحت الدفتر ، عندك زيارة مريض ، صدقوا يمكن أن يرتفع الإنجاز عشرة أضعاف ، وأنت أنت ، بثقافتك ، وبخبراتك ، وبقدراتك يرتفع إنجازك عشرة أضعاف عن طريق الكتابة على دفتر .
بعض الإخوة الكرام يظن أنه إذا كتب على تقويم كبير هذا أين تحمله ؟ هذا مكانه في البيت ؟ أنا أريد دفترًا بجيبك ، حجمه خفيف ، دفعت ، وعدت ، خطر في بالك خاطر ، تتابع موضوع ، فلان أعطاك رقم هاتفه سجلته ، تفتح مساء عندك ثلاثون بنداً ، رقم الهاتف تضعه في الدليل ، زيارة مريض تضعها غداً في جدول الأعمال ، شكر لفلان ، قدم لك فلان هدية ، من البديهي أن تشكره ، تكتب : شكر فلان ، تفتح الدليل ، تأخذ رقمه ، اتصل به واشكره .
لو اكتفينا بهذا اللقاء بهذا الدفتر الصغير ، إذا اقتنى كل إنسان دفتراً صغيراً يوضع في الجيب دائماً ، معك قبل أن تنام إلى جانب السرير ، تستيقظ هو في جيبك ، تذهب إلى مكان العمل هو في جيبك ، معه قلم ، والله أحياناً ألتقي بإخوة كثر ليس معه قلم ، هل هذا معقول ؟ ما ثمن القلم ؟ إنسان بلا قلم ؟ القلم أساسي ، دفتر ، وقلم ، لو طبقنا في هذا الدرس : دفتر وقلم ، قالت لك زوجتك : نحن بحاجة إلى الحاجة الفلانية ، ولا أبالغ لو ما كتبتها ، وأنت بعملك منهمك تنساها ، فتضطر بعد ثلاثين يوماً أن تحضرها ، وكان يكلفك أن تكتب كلمة واحدة ، وأنت في مكتبك ، فتحت ، و عندك موظف ، وقلت له : اشتر لي هذه الحاجة ، وانتهى الأمر ، لكن كله على الذاكرة .
أيها الإخوة الكرام ، والله أثق بمحبتها ، وورعهم ، تكلف إنسان بعمل أستاذ ، على عيني ورأسي ، تكرم ثاني يوم ، والله نسيت ، ثالث يوم أيضاً نسي ، لا يتذكر ، متى يتذكر ؟ حينما يراني لا يوجد إنجاز أبداً ، فإذا لم يكن معك دفتر تكتب فيه كل شيء تنسى .
أحيانا يقول لك إنسان : أنا اسمي فلان ، وأنت تحب أن تقول له : أبو فلان ، ولا تعرف اسم ابنه ، ما اسم ابنك حتى أقول لك أبو فلان ؟ لا تصح ، لو فرضنا أنك زرته ، ونادى لابنه ، وهذا أكبر أبنائي ، تكتب : فلان أبو فلان ، أحيانا على الهاتف تقول : أبو فلان ، فيها مودة أكبر ، إلا في القرآن ، بالعكس الله ما نادى بكنيته إلا أبا لهب ، قال تعالى :

[ سورة المسد ]
والباقي يا يحيى ، يا عيسى ، لكن بمجتمعنا كلمة ( أبو ) فيها تودد أكثر ، وفيها محبة أكثر ، على كلٍّ ، نحن لو اكتفينا بهذا اللقاء بهذا الدفتر كل واحد معه دفتر صغير ، الكبير غير عملي ، الكبير في بيتك ، أو في عملك ، أو في مركبتك ، أنا أريد دفترًا معك دائماً ترتدي بيجامة في البيت ، ترتدي جلابية فيها ، وأنت ترتدي ثيابك الرسمية في الجيب دفتر ، وقلم يمكن أن تكتب كل شيء ، سمعت حكمة رائعة جداً كتبتها ، لك دفتر في البيت للحكم والأشعار المختارة ، حديث شريف جميل لفت نظري جداً أكتبه ، تكتب حديثًا ، تكتب بيت شعر ، دفعت دفعة كتبتها ، لك حساب صندوق ، هناك فرق في الصندوق ، لا تتذكر ، كتبت بعض المصروف ، أعطاك شخص مبلغًا أمانة فكتبته ، أعطاك شخص رقم هاتفه فكتبته ، فهذا الدفتر ضمن البرمجة اللغوية العصبية ، لذلك يقولون : إن أسوأ قلم أفضل من أقوى ذاكرة . 
إن الحياة الآن معقدة جداً ، لا تتذكر ، أنا تجربتي مع إخواننا واسعة جداً ، الذين أعتمد عليهم اعتماداً شديداً معهم دفتر ، لا أضطر أن أقول له العمل مرة ثانية ، أقوله مرة واحدة ، أقوله فيسجله عنده ، نفذه في أقرب وقت ، والأكمل أن يبلغني أني نفذته ، لأنه أحيانا ينفذه ، ولا يبلغك ، وأنت تحتار ، أنفذه أم لم ينفذه ؟ ينفذ ويبلغ ، أحيانا يكون الواحد معه هاتف خلوي فيه مهام ومواعيد ، ومعظم الناس يستخدمون الهاتف للاتصال فقط ، لكن له وظائف ، الهاتف عشرة أضعاف استخدامه كهاتف ، كل مواعيدك مع التذكير قبل ساعة ، أو يوم ، أو يومين ، وبتنبيه ، أو بدون تنبيه ، يمكن أن تستخدم الهاتف الخلوي بكل طاقاته ، فهذا الهاتف الخلوي مثل موظف عندك ، يذكرك بكل شيء ، هذه التقنية الحديثة لمَ لا ننتفع بها فنقوى ؟ أنا أريد أن يرتفع أداؤك فقط ، يرتفع أداؤك بالتسجيل ، والتسجيل أساسي عند الناجحين ، أساساً البرمجة اللغوية العصبية أخذت من الناجحين في الحياة ، كيف يتعاملون ؟ أنت مثلاً مدير مدرسة ، معلم ، مدير مؤسسة ، عندك موظفون ، تكلف موظفاً أن يكتب كتاباً ، وأن يرسله ، يقول لك : تكرم ، أنت تنسى أن تتابعه ، لا يكتب الكتاب ، ولا في شهر ، لمّا كلفته كتبت عندك : تكليف فلان ، ثاني يوم فتحت الدفتر ، وجدت تكليف فلان ، تطلبه ، هل كتبت الكتاب ؟ لا تؤاخذني أستاذ ، أكتبه مرة ثانية ، إذا كان عندك موظفون وعمال ، عندك من هم تحت إمرتك ، وأدركوا أن أنت مستحيل أن تنسى شيئًا صار كلامك أمرًا مستحيلا فلا أحد يخالفه ، لأنك عوّدتهم أنك إذا أمرت أمراً لا تنساه أبداً ، بل تتابعه .
أكاد أقول لكم : أكبر خطأ في الدول المتخلفة عدم المتابعة ، نحكي لا ننفذ ، مؤتمرات تعقد ، تخرج توصيات رائعة ، لا ينفذ منها شيء ، والتنفيذ يحتاج إلى متابعة ، من الذي يتابع ؟ لا أحد يتابع ، كل الناس يتكلمون ، ويتكلمون عن طموحاتهم ، وعن برامجهم ، وينتهي المجلس ، وينتهي كل شيء معه ، بلا إنجاز ، نريد إنجازاً .
أنت إذا تعاملت مع العالم الغربي أحيانا يأتينا مندوب شركة أجنبية ، أول ما يجلس يفتح الدفتر ، ما من كلمة تحكيها إلا يكتبها ، وأحيانا تبنى كل التجارة على كلمة على ملاحظة على لفت نظر ، أحيانا يكون أحدنا قد درس إدارة أعمال ، عنده الدفتر أساسي ، يكتب كل شيء ، مساء يسلط هذه الأشياء في أماكنها ، اقتراحات ، قرارات ، توجيهات ، تخفيض ، رفع ، من هذا الدفتر ، نحن لو اكتفينا بهذا اللقاء ، بهذا الدفتر ، نحن نُعمل من حين لآخر قاعدة من قواعد البرمجة اللغوية العصبية .
اليوم أول بند : اتخذ دفتراً معك دائماً ، ترتدي ثيابًا صيفية ، يجب أن يكون الدفتر حجمه معقول جداً ، لو كل أسبوع غيرت الدفتر فلا مانع ، لكن بحجمه يوضع في الجيب مع قلم ، يمكن أن يتضاعف إنتاجك أربعة أضعاف أو خمسة أضعاف بهذا الدفتر ، لأنه يذكرك ، حتى بالهواتف الخلوية فيها جدول مهام ، يقول لك : ما مستواها ؟ درجة أولى ، ثانية ، ثالثة ، تقول له : أولى ، يأتي أول واحد مهم جداً ، أنت أنجزته إنجازاً جزئياً ، كلفت إنساناً يقوم به ، فقام به إنسان ، وخبرك فتمحوه من دفترك ، تفتح الهاتف ، أنت معك كل الأعمال ، إذا أحببت تعويض الدفتر بهاتف فلا ما مانع ، لا بد أن يكون لك دفتر أعمال ، دفتر للإنجاز ، خطط ، ثبت أن ثلاثة بالمئة يخططون ، والباقون يخطط لهم ، إما أن تخطط ، وإما أن يُخطط لك عدوك ، استفد من الوقت ، هذا الدفتر يرفع لك الإنتاج عشرة أضعاف ، يمكن أن تطبقه على البيت ، كلفت ابنك أن يحلق شعر رأسه ، مساء تحاسبه ، لماذا ما حلقت ؟ انتبه ، الأب إدارة راقية جداً من دون عنف ، بنعومة ، كلفته أن ينجز هذا العمل فما أنجزه ، كلفته أن يبلغ فلانًا فما بلغه ، لما كلفته ، وسجلت استجاب ، ولما ما سجلت صدق ، ولا أبالغ أنه يهبط إنتاجك للعشر كله على الذاكرة .
هناك أخ من إخواننا لم أعد أراه ، أمر من أمامه كل يوم ثلاثة أشهر ، كلما أمر أمام بيته أقول : أريد أن أخبره ، لأني ما كتبته ، تسعين يوماً ما أخبرته ، لأني ما كتبتها ، متى أتذكر أن أخبره أمام بيته ، هذه واحدة من الطرف ، إذا ما كتبت لا أتذكر اكتب .


الآن حياتنا معقدة جداً ، مئة قضية ، ومئة اتصال ، و مئة ضغط ، وأخبار مزعجة أحياناً ، ومشكلات في البيت أحياناً ، هذه الضغوط المتنوعة ، وكثرة الاتصالات تجعل الإنسان في ضياع ، الآن أكثر مشكلات الناس فيما بينهم من عدم الكتابة ، بالجهالة ، كل جمعة عندي مشكلتان أو ثلاث مع إخواننا مختلفين ، لماذا هم مختلفون ؟ لأنهم ما كتبوا على الذاكرة ، وكل واحد يتصور الاتفاق لصالحه ، هذا تصوره أجيرًا بأجر ، وهو تصور حاله شريكًا ، فرق كبير بين شريك وأجير ، نتعاون لا تفرق ، لا نختلف ، نحن إخوان ، خذ هذا المبلغ ، هذا المبلغ ؟ ما هو أجرتي ، أم من الربح ؟ ما هو هذا المبلغ ؟ الجهالة تفضي إلى المنازعة ، تسعون بالمئة من قضايا المحاكم أساسها الجهالة ، ليس هناك وضوح .
أخ من إخواننا يبيع غرف نوم ، استلطف غرفة ، قال له : ابعث لي إياها ، بعث له عشرة آلاف ، ثاني جمعة عشر آلاف ، بعد ذلك بعث له مئة ألف ، قال : يكفي ، قال : أين الباقي ؟ قال : بعثت لك مئة ألف ، قال له : ثمنها ثلاثمئة ألف ، اختلفوا ، لما أخذتها ؟ لماذا ما سألته على سعرها ؟ هذه بالتعبير العامي مغمغة ، كله ضبابي ، حياته ما فيها وضوح .
يأتي فرضاً صاحب محل ، يعين موظفًا ، يقول له : أنت إن شاء الله أريد أن أشاركك ، يعيش بحلم يفوق حد الخيال ، يعمل ، ولكن ظن الموظف أنها حقيقة ، ثم يفاجأ ، فقال له : أنا أمزح معك ، هذه حياتنا كلها لا شيء واضح .
يا أيها الإخوة الكرام ، وضح كل شيء .
حدثني أخ يعمل في الحريقة ، يحتاج إلى نقل بضاعة من مكان إلى مكان ، ففي الحريقة ، يحضر شخصًا يقول له : الثمن ثلاثمئة ليرة فرضاً ، القصة قديمة ، ينقل البضاعة ، يعطيه ثلاثمئة ، يفتح العيار العالي ، ماذا ثلاثمئة ، لا تكفي ، البضاعة كثيرة ، لا يقدر عليها ، قال لي : كلما أنقل بضاعة عندي مشكلة ، ألست أنت الذي طلب ثلاثمئة ؟ لا أعرف قدر البضاعة .
مرة أحببت أن أطبق الحديث النبوي أن الجهالة تفضي إلى المنازعة ، قال لي : أحضرت شيخ العتالة ، وقال له : عد البضاعة ، وإذا لم تعدها أحضر غيرك ، فعدها ، وقال : احمل الثوب واعرف وزنه ، وإذا ما حملته فأحضر غيرك ، من مكتب بالحريقة إلى طابق رابع ، والمصعد ممنوع استخدامه ، يصعد إلى فوق ، ويمشي ، ويضعها على الرفوف بالغرفة الداخلية ، قال لي : حملهم ، وأعطاه ستمئة ، وقال له : شكرا ، ماذا يقول له ؟ كثير عددهم ، ثقيل حملهم ، الطريق طويل فيه مشي ، مصعد ممنوع استخدامه ، وضعناها في الداخل ، يعرف المكان ، قال لي : ما عطس ولا كلمة . 
هذه قاعدة ، لما تبين كل شيء لا يوجد عندك مشكلة .
في الخِطبة يوهمها أن عنده بيتًا ، وعنده سيارة ، ودرس في جامعة ، يكون قد درس كفاءة ، ولا عنده بيت ، ولا عنده سيارة ، ومعه مرض ، تنشأ الخلافات بالخطبة هكذا ، وبالزواج هكذا ، وبالتجارة هكذا ، وبالبيع والشراء ، حياتنا كلها جهالة ، كل مشاكلنا تأتي من الجهالة ، ومن عدم التوضيح .
كل شيء بالأول سهل ، بعد ذلك مشكلة كبيرة .
يا أيها الإخوة الكرام ، الدرس توضيح ، ودفتر ، كلمة دفتر تعني الشيء الكثير ، تعني رفع أدائك ، تعني إنجازاً كبيراً ، تعني أنك ما تضيع شيئًا ، أحياناً تكون في مكان صعب جداً تحتاج إلى رقم هاتف ، وبلغك الشخص ، لكن ما كتبته عندك تضطر أن تخبر خمس مكالمات ، وهذا ما وجده ، وهنا بدون تغطية ، فتغضب ، قال لك : أنا رقم هاتفي كذا ، لو معك دفتر وقلم ، وانتهت المشكلة ، فإذا قنع كل واحد بالموضوع فحاول أن يقتني دفتراً ، وحاول أن يستخدمه دائماً ، الدفتر لا يستخدم بشكل فعال إلا إذا كان معك ، أما المذكرة الكبيرة فليس لها فائدة ، لأن لها مكانًا كبيرا ، كل شيء خارج جسمك ليس له قيمة أن يكون ضمن جسمك ، بجيبك الصغير ، ومعك قلم ، والله عشرات الإخوة الكرام ما معه قلم ، يطلب مني أن يكتب حديثًا ، فأعطيه القلم ، فينساه عنده .
احمل قلمًا ، احمل دفترًا ، اكتب حكمة ، حديثًا ، فكرة ، عنوان موقع معين بالإنترنت مثلاً ، اكتبه ، هذا الإنجاز ، الإنجاز يبدأ من دفتر ، هذه إحدى قواعد البرمجة اللغوية العصبية .



والحمد لله رب العالمين


من مواضيعي :
قواعد البرمجة اللغوية العصبية: للدكتور راتب النابلسي
تطابق البرمجة اللغوية العصبية مع القرآن الكريم
عضو جديد

نلتقي من أجل أن نرتقي
  رد باقتباس
Ecrire un commentaire - Permalien - Partager
ية في ضوء العلم والقرآن

في هذه المقالة نلقي الضوء على أسلوب حديث يتبعه علماء البرمجة اللغوية العصبية في علاج الفشل والنواحي السلبية في حياة الشخص، ونتأمل كيف تحدث القرآن عن هذا الأسلوب بشكل رائع......





الطريقة العلمية لعلاج الفشل

ربما يكون من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم اليوم ما يدور حول البرمجة اللغوية العصبية، ولو طالعنا هذه الكتب أو بعضاً منها نلاحظ أن علماء هذه البرمجة يقترحون طريقة عملية لعلاج الخلل في النفس البشرية، مثل الفشل والاكتئاب والمشاعر السلبية وغير ذلك.

إن الطريقة الناجحة والأكثر استخداماً من قبل المعالجين والمحاضرين هي أن يجلس الشخص الذي يعاني من مشاعر سلبية ويضع ورقة وقلماً ويفكر بعدد من المشاعر السلبية الموجودة فيه، أو التي يحس بها، ثم يكتب عدة مشاعر إيجابية يطمح إلى تحقيقها ويظن بأنها تحقق له النجاح.

الآن يبدأ بالتفكير بما دوَّنه من مشاعر سلبية وما تسببه له فيما لو استمر تفكيره على هذه الحال، يبدأ بتخيل المواقف الصعبة التي سيمرّ بها فيما لو ظل الحال على ما هو عليه من انفعالات سلبية وتصرفات قد تسيء له. يتصور نظرة المجتمع له وهو يحمل هذه الاعتقادات والأحاسيس السلبية، يحاول أن يتخيل ردود أفعال المجتمع المحيط به على ما يحمله من أفكار سلبية منفّرة.

بعد ذلك ينتقل إلى المشاعر الإيجابية والأفكار التي يحلم أن يحملها والصفات التي يود أن يتحلى بها، يفكر بنتائجها الإيجابية، يفكر بما ستقدمه له من استقرار نفسي وجسدي، ويتصور الحالة التي سيكون عليها فيما لو تحلى بهذه الصفات الإيجابية.

يحاول أن يتخيل حجم الفوائد التي سيجنيها من المشاعر الإيجابية وكيف ستتغير نظرة من حوله إليه، يتخيل مدى محبة الآخرين له وكيف سيكسب احترامهم وتقديرهم وثقتهم به.

وفي هذه الحالة سوف تتفاعل هذه الأفكار وتنفذ إلى العقل الباطن ويبدأ التغيير باتجاه الأفضل، فالنفس البشرية بطبيعتها تميل إلى حب النجاح وحب الاستقرار وحب الأمل. 

لماذا يختار المعالجون هذا الأسلوب؟

هذا سؤال لا بدّ منه، فعلماء البرمجة اللغوية العصبية يفضلون هذا الأسلوب لعدة أسباب أهمها النتائج العجيبة التي يقدمها، فقد ساهم هذا الأسلوب في علاج آلاف البشر وتحسين أدائهم وساهم أيضاً في تحويلهم من أناس سلبيين لا يقدمون أي فائدة لأنفسهم أو لمجتمعهم، حوّلهم إلى أناس إيجابيين امتلئوا بالأمل والمحبة، وأصبحوا يحققون نجاحات مبهرة في حياتهم. 

لقد درس علماء البرمجة الكثير من الأناس الناجحين مادياً، فوجدوا أنهم يتبعون هذا الأسلوب في حياتهم، فتجدهم يتخيلون النجاح الذي سيحققونه وما ينتج عنه من فوائد، ويتخيلون بنفس الوقت الفشل وما ينتج عنه من عواقب، فتجدهم يبذلون جهداً مضاعفاً لإبعاد أي فشل عنهم ولكسب النجاح باستمرار.

إن علماء النفس وجدوا أن الإنسان يستجيب لأسلوب الثواب والعقاب. وأن طاقة الإنسان الكامنة كي تتحرر لا بدّ من أهداف تضعها أمامها وتعمل على تحقيقها. 

وباختصار فإن هذه الطريقة تعتمد على تصور النواحي السلبية والنواحي الإيجابية في نفس الوقت، وترك النفس لتختار الناحية الإيجابية وتتفاعل معها. ولكن ماذا عن كتاب الله تعالى؟

هل تحدث القرآن عن هذا الأسلوب؟

إن الذي يتأمل كتاب الله تعالى يلاحظ أنه استخدم هذه الطريقة في علاج الفشل لدى البشر، وعلاج المشاعر السلبية وتحويلها إلى مشاعر إيجابية. وهذا نجده في كل القرآن وليس في آية محددة. وسوف نستعرض مثالاً من كتاب الله تعالى ونرى التفوق الكبير للقرآن على العلم الحديث.

لقد قدّم لنا القرآن تصورات كثيرة إيجابية وسلبية وعرضها أمامنا وكأننا نراها، ثم عرض لنا النتائج التي تسببها ثم ترك لنا حرية الاختيار. حتى إننا لا نكاد نجد آية تتحدث عن الجنة إلا ومعها آية تتحدث عن النار، ولا نكاد نجد آية تتحدث عن العمل الصالح ومحاسنه، إلا وتليها آية تتحدث عن العمل السيئ وعواقبه وسلبياته.

كيف عالج القرآن الفشل واليأس؟

ماذا يمكن لإنسان فقد الأمل من كل شيء أن يفعل؟ كيف يمكن له أن ينجح في الدنيا والآخرة؟ ينادي الله تعالى هؤلاء اليائسين الذين أسرفوا على أنفسهم وارتكبوا المعاصي، يناديهم نداء مفعماً بالرحمة، يقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) [الزمر: 53-54].

في هذا النداء يأمر الله هؤلاء اليائسين بألا يفقدوا الأمل من رحمة الله تعالى، ويخبرهم بأن الذنوب والفشل والمعاصي وكل أنواع الإسراف التي ارتكبوها فإن الله تعالى يمحوها بلمح البصر بشرط أن يرجع الإنسان وينيب إلى الله تعالى بقلب سليم!

ثم يحذرهم من عذاب سيأتيهم إن لم يفعلوا ذلك ويرجعوا إلى الله ويتوبوا إليه. إذن تأمل معي كيف جاءت الآية الأولى بخبر إيجابي والآية الثانية جاءت بخبر سلبي، فالآية الأولى تتحدث عن مغفرة الله ورحمته، وعدم اليأس: (لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ). أما الآية الثانية فتحذر من عواقب عدم الرجوع إلى الله وأن العذاب سيأتي: (وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ).

ثم تأتي الآيات التالية لتصور لنا نتائج الأعمال السلبية إذا بقينا عليها، وتأمرنا بتغييرها فوراً، يقول تعالى: (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) [الزمر: 55]. وتأمل معي أخي الحبيب الأمر الإيجابي (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) ويليه مباشرة النتيجة السلبية المؤلمة لمن لا ينفذ الأمر الإلهي (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ).

ثم تأتي مرحلة التصور لنتائج الفعل السلبي من خلال آيات مرعبة، تصور لنا هذه الآيات احتمالات متعددة لنتائج سلبية مؤكدة الحدوث فيما لو لم نستجب للتغيير الإيجابي الذي يأمرنا القرآن به، يقول تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر: 56-60].

وتتضمن هذه الآيات الخمس تصورات لما يمكن حدوثه:

(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا): نتيجة سلبية تتضمن الحسرة والندم. بتغييرها فوراً، يقول تعالى: () تعالى بقلب سليم!

صي وكل أنواع الن الذين أسرفوا على

(أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي): نتيجة سلبية تتضمن أحلاماً لن تتحقق.

(أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ): نتيجة سلبية تتضمن تمنّي الرجوع إلى الماضي ولكن هيهات أن يحدث ذلك.

ولكن ماذا يحدث لو استجبنا للبرمجة القرآنية وطبقنا ما أمرنا الله تعالى به، انظر إلى الآية التالية التي تصور لنا النتائج الإيجابية العظيمة في ذلك اليوم: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الزمر: 61]. وتتضمن هذه الآية ثلاثة نجاحات متتالية:

1- النجاة من عذاب الله يوم القيامة: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ).

2- لن يكون هنالك أي أمر سيء في المستقبل: (لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ).

3- لن يكون هنالك أي حزن على ما مضى: (وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).

إنه نصّ واحد يحوي كل هذه العجائب، فكيف بنا لو أردنا أن نستخرج من القرآن جميع الآيات التي تسير وفق هذا النظام الإلهي المحكم؟ إننا لن نحصي كل الآيات لأن القرآن مليء بالعجائب والأسرار! 

وملخص القول

يطمح العلماء اليوم وفي محاولات منهم لإزالة المشاعر السلبية أن يجعلوا الشخص الذي يعاني من هذه المشاعر يتصور احتمالات النتائج السلبية التي سيمر بها فيما لو ظل الحال على ما هو عليه، وأن يتصور في نفس الوقت النتائج الإيجابية العظيمة التي سيجنيها فيما لو غير هذه المشاعر باتجاه الأفضل، وهذه الطريقة قد أعطت نتائج عظيمة في علاج المشاعر السلبية والتغيير نحو الأفضل.

إن القرآن العظيم استخدم هذه الطريقة قبل أن يكتشفها العلماء بأربعة عشر قرناً، فنجد في كل نص من نصوصه تصويراً دقيقاً للمشاعر السلبية وما قد تسببه في المستقبل، وبنفس الوقت يصور لنا بدقة النواحي الإيجابية ونتائجها وفوائدها في الدنيا والآخرة.

وتأمل معي هذا التصوير الرائع الذي يضعه القرآن أمامنا، وكيف يبين لنا النتيجة السلبية والنتيجة الإيجابية ويقارن بينهما ثم يترك لنا حرية الاختيار: (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [فصلت: 40]. هذا سؤال ينبغي علينا أن نحضر الإجابة عنه منذ هذه اللحظة لكي ينجينا الله من عذاب أليم. نسأل الله تعالى أن يجعل حياتنا كلها إيجابية وأن يعيننا على تطبيق ما جاء في كتابه إنه على كل شيء قدير

منقول للفائدة


من مواضيعي :


السعادة تكمن في شيئ نعمله، وفي شخص نحبه، وفي شيئ نتمناه ، ان اي جهد نقوم به لاسعاد انفسنا لن يذهب هدرا ابدا

Ecrire un commentaire - Permalien - Partager